[ثالثا: الوعد والوعيد]
  ومذهبنا: أنها خاصة بالمؤمنين:
  ١ - لأنها لو كانت للفساق لكان إغراءً بالمعاصي، وهو قبيح.
  ٢ - ولأنه خلاف الحكمة.
  ٣ - ولأنه هدم لما بناه الله ورسوله، كيف يبعث الله رسولًا يلبث في أمته ثلاثة وعشرين عامًا يحذرنا وينذرنا، ويعرفنا بالواجبات والمحرمات، ثم يقول بعد ذلك: إذا تركتم الواجبات وفعلتم المحرمات فأنا سوف أشفع لكم!
  ٤ - ولأنها تتنافى مع آيات الوعيد، نحو قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ}[النساء ٩٣]، وقوله تعالى: {... وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ٦٨ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ٦٩}[الفرقان].
  وفي الربا: {فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧٥}[البقرة].
  ٥ - ولأن الله نفاها عنهم؛ قال: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر ١٨]، {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ٧٢}[المائدة]، {مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}[الزمر ٥٤]، {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}[الأنبياء ٢٨]، {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى ٢٦}[النجم]، {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ٥١}[الأنعام]، {وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ}[الأنعام ٧٠]،