[أولا: التوحيد]
  وأزهرت وأثمرت، {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ٢٤ إِنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا ٢٥ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ٢٦ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ٢٧ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ٢٨ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ٢٩ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ٣٠ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ٣١ مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٣٢}[عبس]، وكذا الشمس تطلع سراجًا للعالمين، ثم تغرب، ثم تطلع كل يوم لا تتخلف، وكذا الليل بعد النهار، والنهار بعد الليل يتعاقبان.
  فإذا نظرنا إلى ما عرَّفْنَاكَ بعضَهُ فإنا نعلم علمًا يقينًا أنه لا بد لهذا العالم من خالق خلقه، وصانع صنعه، ومدبر دبره، بلا شكٍّ ولا ريب.
  ولو رأينا دارًا في فلاة قد انْهَدَّ بعضُها وبَقِيَ منها بقية فإنا نقطع ونعلم أنه لا بد لها من بانٍ بناها وعمرها ولو لم نشاهده حين بناها، فكيف بهذه المخلوقات التي شاهدنا وجودها بعد العدم؟!
٢ - فصل: [والله تعالى قادر]
  ثم يجب عليك أن تعلم وأن تصف هذا الرب بأنه قادر؛ لأن العاجز لا يقدر أن يصنع صنعًا، ولا أن يحدث شيئًا.
  مثاله فيما نشاهده: أن أحدنا لو حمل حملاً ثقيلاً، والآخر لم يقدر على حمله، فإن الأول يوصف بأنه قادر، والآخر يوصف بأنه عاجز، {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهْيَ رَمِيمٌ ٧٨ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهْوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ٧٩ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ ٨٠ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهْوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ٨١ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}[يس].