الأصول الثمانية،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب معرفة الأنبياء $ وهو الأصل الخامس

صفحة 60 - الجزء 1

  سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}⁣[الزخرف: ٣] وقال: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ}⁣[الإسراء: ١٢] فلم يفرق بينهما إنهما مجعولان إذ كانا لله فعلين مخلوقين وإن اختلفا، وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}⁣[القدر: ١] وقال: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}⁣[الحديد: ٢٥]، وقال: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}⁣[الزمر: ٦] فلم يفرق بين الكلام وهو القرآن ولا بين الجماد وهو الحديدوبين الحيوان وهو النعم إن سماها كلها أنها منزلة لما كانت مفعولة مخلوقة كانت بعد أن لم تكن هذه صفات الخلق، وليس يجوز أن يوصف الله سبحانه بصفات خلقه، فمتى عرفت ذلك آمنت بجميع كتب الله كلها وعلمت أن كل كتاب أنزل على قوم في وقت، إنما كان مصلحة لهم، آخر الكتب القرآن الذي سماه فرقاناً، فرق به بين الحق والباطل وبين من كذب على الأنبياء الماضين $، وبين من صدق وأنه خاتم الكتب، ورسولنا محمد ÷ خاتم المرسلين، فإنه ما نزل كتاب، ولا جاءَ رسول إلى الناس كافة إلا رسولنا وكتابنا، وإن اختلاف الشرائع على حسب المصالح، وأمر بني إسرائيل بإمساك السبت والصلاة إلى بيت المقدس.