[العلم الضروري والاستدلالي]
  يؤمن بهم فإن الإيمان بمن لا يعرف جهل كذلك، قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦}[الإسراء: ٣٦].
[العلم الضروري والاستدلالي]
  والعلم هو ما أدرك من وجهين لا ثالث لهما:
  علم يسمى العلم الضروري: وهو ما يدرك بالحواس الخمس، نظراً وشماً وذوقاً ولمساً وسمعاً بالعين والأنف والأذن واللسان واللمس لسائر الجسد، فأي شيء أدركته هذه الحواس الخمس فهو كما أدركته لا شك فيه ولا يظن به غيره ولا يشك فيه أحد، فعل من الله تبارك وتعالى والعبد اضطر إليه، وجعل هذا العلم الضروري أصلاً لعلم الدليل، فكل علم لا شك فيه فهو علم ضروي، وعلم الدليل: هو ما يستدل على الغائب مثل الفعل على الفاعل والأثر على المؤثر والسماء والأرض وما بينهما وجميع ما يشاهد من فعل الله ضرورة، فهو دليل على فاعله لأن خالقنا جل اسمه لا يعلم ضرورة، ألا ترى أنك إذا عاينت وجهاً حزيناً تستدل بما ظهر في وجهه على الحزن الذي في قلبه ولا تعلم بالسبب الذي أحزنه، وتستدل بالبشر (الذي)(١)
(١) زيادة في (ج).