[الوصية بالتقوى]
[الوصية بالتقوى]
  فأنا أوصيك ونفسي بتقوى الله، وأهلك وأهلي، وكافة المسلمين ذي العزة، فإن تقوى الله خير زاد وأفضل المستفاد، وأيسر ما رامه ذو الرشاد، فطلبه ذوو المروءة ففازوا به من الدنية، تقوى تقي من النار، وتبعد من الأشرار، وتحل مع الأخيار منازل الكرام الأبرار، فإن هذه الدار دار انتقال وضعت للإكتساب قبل الزوال، نفعنا الله وإياك بالهدى، وعصمنا وإياك من الردى، إنه سميع الدعاء متفضل على من شاء، ثم أقول من بعد ذلك: وفقني الله وإياك لما بينه، وأعان الجميع على قبول ما افترضه، وخفف المحنة علينا فيما تعبد به، إنه قريب من المخبتين، لطيف بالمؤمنين.
[أول ما يجب معرفته]
  إن أول ما يجب علينا معرفة صانعنا جل وعز، ومعرفة كتبه ورسله والأئمة الصادقين من بعده، وصفة من آمن به وصد عنه، لنعرف كل ذي صفة بما يستحقه فنؤمن به كما أحب، ونتبع أمره كما ندب، وأنا بعون الله مبتدؤٌ من ذلك بما بدأ الله به، وأختصر وأودع في كتابي هذا ما ينتفع به في الدين ويكون سبباً إلى معرفة المحقين، ومنازل الصالحين إن شاء الله تعالى، ليكون أصلاً لك لا ترد عليك شبهة إلا عرفتها، ولا مذهب مخالف للحق إلا عرضته على الأصول التي ارتضيتها لصحتها،