[القدرية]
[القدرية]
  فمن قال أن المعاصي من الله فهو قدري، لأنه قدرها وأثبتها فعلا له ø. ومن نفاها وقال هو عدل لا يقضي ولا يقدر معاصيه فليس بقدري، لأنه ينفي عن الله القبيح، فهو أصل يجب أن يعلم.
  فأما الصالحات فقد تقدم من ذكرها ما فيه كفاية، وكذلك الفاحشات وهن مع ذكر الحلال والحرام في كتاب الأحكام عندك، فمن علم ما قلناه ثم عمل به تم له دينه، وزكى عمله، ونفعه تقربه الذي به يتقرب إلى الله.
  ألا ترى إلى ما ذكره الله من ابني آدم حيث قال: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٢٧}[المائدة: ٢٧] فلم يقبل منه لما لم يكن متقياً لله، والإتقاء لله هو الإمتناع عن محارمه، فمن امتنع منه قبل الله أعماله، وزكى أفعاله.
  وفي هذا كفاية وبيان لذي عقل وعرفان، والحمدالله الموفق للبيان، والهادي لكل إنسان.
  «تم الكتاب الجليل للإمام محمد بن الإمام القاسم بن إبراهيم À أجمعين».