[مقدمة]
  فَمَنْ تَأَمَّلَ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ مِنَ النُّصُوَصِ الْقُرْآنِيَّةِ، وَالأَحَادِيثِ النَّبَويَّةِ، عَلِمَ حَقَّ الْعِلْمِ أَنَّ الدُّعَاءُ ضَرُورِيٌّ مِنْ ضَرُورِيَّاتِ حَيَات الْمُسْلِمِ الْيَوْمِيَّة، هَذَا فِي الدُّنْيَا.
  وَأَمَّا الآخِرَة: فَالدُّخُول إِلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ، وَإِلَى النَّعِيمِ الدَّائِمِ، حَيْثُ الرَّاحَةُ الأَبَدِيَّة، حَيْثُ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذْنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَلِلأَسَفِ أَنَّنَا نُشَاهِدُ الْكَثِيْر مِنَ النَّاسِ يَدْعُونَ اللَّهَ تَعَالَى وَلَكَن لَيْسَ هَذَا الدُّعَاءُ عِنْدَهُمْ إِلاَّ كَالْعَادَةِ الْيَوْمِيَّة فَقَطْ، لِذَا لاَ نَرَاهُم يَتَأَثَّرُونَ بِهَذَا الدُّعَاءِ، فَلاَ بُدَّ إِخوَة الإِيمَانِ أَنْ تَكُونَ مُنَاجَاة أَرْحَم الرَّاحِمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِخُشُوعٍ، وَبِقَلْبٍ حَاضِرٍ، وَنِيَّةٍ خَالِصَةٍ، وَجوَارح مستشعرة لِعَظَمَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لِكَيْ يَكُونَ أَثَرُ الدُّعَاءِ عَلَى الإِنْسَانِ عظيماً وَمفِيداً، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ÷: «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوَقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ لاَهٍ غَافِلٍ».
  وَكَذَلِكَ لاَ بُدَّ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَالْحِرْصِ عَلَى أَنْ تَكُونَ مَقْبُولَةً، لِكَيْ يَكُوَنَ الدُّعَاءُ مَقْبُوَلاً وَمُسْتَجاباً، فَقَدْ وَرَدَ فِي