[مقدمة]
  أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذلِكَ».
  قَوْلُهُ ÷: «فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ»، أَيْ: مِنْ أَيْنَ يُسْتَجَابُ لِمَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ.؟
  وَكَيْفَ يُسْتَجَابُ لَهُ.؟
  اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ، اللَّهُمَّ يَا عَالَمَ الْخَفِيَّاتِ، وَيَا رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ، يَا غَافِرَ الذَّنْبِ وَقابِلَ التَّوبِ، شَدِيد الْعِقَابِ ذِي الطَّولِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
  نَسْأَلُكَ أَنْ تُذِيقَنَا بَرْدَ عَفْوِكَ، وَحَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَأَرْأَفَ الرَّائِفِينَ، وَأَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ.
  اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى أَدَاءِ شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، وَتلاَوَةِ كِتَابِكَ.