باب في علمه وزهده وورعه وفضله
  أبو طالب #: عن علي #: (ما دخل عيني نوم، ولا غمض حتى علمت في ذلك اليوم ما نزل به جبريل حلال أو حرام، أو سنة أو كتاب، أو أمر أو نهي، فيمن نزل، أو فيما نزل)(١).
  وعن معاذ بن عمار عن أبيه عن جده: سمعت أمير المؤمنين يقول على المنبر: (ما أصبت منذ وليت عملي إلا قويررة(٢) أهداها إلى الدُهقان - بضم الدال -، ثم نزل إلى بيت المال فقال: خذوا خذوا وقسمه، ثم تمثل:
  أفلح من كان له قوصرة ... يأكل منها كل يومٍ مرة)(٣).
  وعن الشعبي سُئل أمير المؤمنين علي # عن ابن مسعود؟ فقال: (قرأ القرآن ووقف عنده، وأحل حلاله، وحرم حرامه، وسُئل عن حذيفة؟ فقال: أسر إليه علم المنافقين، طلب علماً فأدركه، وسُئل عن أبي ذر؟ فقال: وعاء مليء علماً، وقد ضيعه الناس، وسُئل عن عمار؟ فقال: مؤمن ينسى فإذا ذكر تذكّر قد ملئ إيماناً مابين قرنه إلى قدمه، وسُئل عن سلمان؟ فقال: أدرك العلم الأول والآخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منا أهل البيت، وسُئل عن نفسه؟ فقال: إياها أردتم، كنت إذا سكت ابتئدت، وإذا سألت أعطيت، وإن ما بين هاتين الدفتين - يعني الجنبين - لعلماً جماً)(٤).
(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ١٢٢ - ١٢٣ برقم (٩٣).
(٢) في الأمالي: قويريرة.
(٣) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٩٨ - ٩٩ برقم (٥٦).
(٤) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ١٢٣ - ١٢٤ برقم (٩٥).