مقدمة التحقيق
مقدّمة التحقيق
  الحمد لله الذي: {لاَتُدْرِكُهُ الأًبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارُ وَهُوَ اللَّطِيْفُ الْخَبِيْرُ}[الأنعام: ١١١] عظمت قدرته، وتعالت حكمته، وعمت نعمته سبحانه يعز من يشاء، ويذل من يشاء، أشهد أن لا إله إلا هو هدانا النجدين، وبين لنا الطريقين، طريق الخير وطريق الشر، فمن سلك الطريق المستقيم نجا، ومن سلك طريق الشر ضل وفي النار هوى، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله أنقذنا من الضلالة والردى، وسلك بنا طريق الهدى، صلواته عليه وعلى آله الطاهرين وبعد:
  فإن أول واجب على الإنسان أن يعرف الله تعالى حق معرفته، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَإِلَهَ إِلاَّ هُوَ}[محمد: ١٩]، والعلم بالله تعالى وبصفاته يمثل رأس العلم وأساسه، فقد ورد عن المصطفى ÷ في جوابه لمن سأله أن يعلمه من غرائب العلم فقال: «وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟». قال: ومارأس العلم يارسول الله؟ فقال: «أن تعرف الله حق معرفته». قال: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال: «أن تعرفه بلا مثل ولاشبيه، وأن تعرفه إلهاً واحداً، أولاً، آخراً، ظاهراً، باطناً لا كفؤ له، ولا مثل له»(١).
(١) أخرجه الإمام أبو طالب في الأمالي: ٢٠٩ برقم (١٤٩)، وأورده القرشي في شمس الأخبار ١/ ٦٠ عن ابن عباس كما في أمالي السمان.