أهمية أصول الدين
  وإذا عرف الإنسان الله حق معرفته عرف رسله وأقر بكتبه، وما يترتب على ذلك من رضاه وسخطه، قال الإمام القاسم بن إبراهيم # في تفسير قوله تعالى: {وَماَخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونَ}[الذاريات: ٥٦]: العبادة تنقسم على ثلاثة وجوه:
  الأول: معرفة الله.
  الثاني: معرفة ما يرضيه وما يسخطه.
  الثالث: اتباع مايرضيه واجتناب مايسخطه.
  وهذه الثلاثة هي كمال العبادة، وجميع العبادات غير خارجة منها - إلى أن قال - فهذه ثلاث عبادات من ثلاث حجج احتج بها المعبود على العباد وهي: العقل، والكتاب، والرسول.
  فجاءت حجة العقل بمعرفة المعبود، وجاءت حجة الكتاب بمعرفة التعبد، وجاءت حجة الرسول بمعرفة العبادة، والعقل أصل الحجتين الأخيرتين لأنهما عرفا به، ولم يعرف بهما فافهم ذلك)(١).
أهمية أصول الدين
  ومن هنا ندرك أهمية أصول الدين، وأنها من أهم العلوم ومن أشرفها قدراً؛ فإذا كان شرف العلم يشرف بشرف المعلوم فإن علم أصول الدين يتعلق بمعرفة الله ومعرفة رسله، والطريق إلى معرفته هو النظر في ملكوته ومخلوقاته، وإجالة الفكر في مصنوعاته البديعة المحكمة.
(١) كتاب أصول العدل والتوحيد: ١٢٤ - ١٢٥ ضمن مجموع رسائل العدل والتوحيد بتحقيق: عمارة.