باب من كلام المعصوم في التوحيد
باب من كلام المعصوم في التوحيد
  الناطق بالحق # عن النزال بن سبرة أن رجلاً قام إلى علي # فقال: يا أمير المؤمنين كيف كان ربنا؟ فقال: (كيف لم يكن وربنا لم يزل تبارك وتعالى، وإنما يقال: لشيء لم يكن كيف كان، فأما ربنا فهو قبل القبل وقبل كل غاية انقطعت الغايات عنده، فهو غاية كل غاية)، فقال: كيف عرفته؟ فقال: (أعرفه بما عرف به نفسه، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، متدان في علوه، عال في دنوه، {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة: ٧]، قريب غير ملتصق، وبعيد غير منقص، يعرف بالعلامات، ويثبت بالآيات، يوحد ولا يبعض، ويحقق ولا يمثل لا إله إلا هو الكبير المتعال)(١).
  وعن أبي المعتمر قال: حضرت مجلس أمير المؤمنين في جامع الكوفة فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا خالقك، وانعته لنا حتى كأنا نراه وننظر إليه، فسبّح علي # ربه ø، وعظّمه وقال: (الحمدلله الذي هو أول لابدء مما، ولا باطن فيما، ولا ممازج مع ما، ولا حال بما، ليس بشبح فيرى، ولا بجسم فيتجزأ، ولا بذي غاية فيتناها،
(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ١٦٨ - ٢٦٩ برقم (٢٥١).