باب في مرض رسول الله ÷ ووفاته
  عن وجه رسول الله ÷، ففتح عينيه فقال: دعهما يتمتعان مني وأتمتع منهما فإنه سيصيبهما بعدي أثرة، ثم قال: أيها الناس إني قد خلفت كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي، فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي، والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي، أما إن ذلك لن يفترقا حتى اللقاء على الحوض(١)، وهو في المجموع أيضاً(٢).
  زيد بن علي #: عن علي #: لما قبض رسول الله ÷ اختلف أصحابه أين يدفن، فقال أمير المؤمنين # إن شئتم حدثتكم فقالوا: حدثنا قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «لعن الله اليهود والنصارى كما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد إنه لم يقبض نبي إلا دفن مكانه الذي قُبض فيه»، فلما خرجت روح رسول الله ÷ من فيه نحوا فراشه، ثم حفروا موضع الفراش، فلما فرغوا قالوا: ما ندري أنلحد أم نضرح، فقال أمير المؤمنين #: سمعت رسول الله ÷ يقول: «اللحد لنا والضرح لغيرنا»، فألحد للنبي ÷(٣).
  وعن علي #: لما أخذنا في غسل رسول الله ÷ سمعت منادياً ينادي من جانب البيت: لا تخلعوا القميص، فغسلنا رسول الله ÷ وعليه القميص، فلقد رأيتني أغسله وإن
(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ١٤٧ - ١٤٨ برقم (١١٥).
(٢) أخرجه الإمام زيد بن علي # في المجموع: ص ٢٦٦ برقم (٦٤٤).
(٣) أخرجه الإمام زيد بن علي # في المجموع: ص ١٢٧ برقم (١٩١).