خاتمة في بقية ما فيها من المعجزات وفضائله ÷ وشمائله
  وعن علي #: تراءى لرسول الله ÷ جبريل بأعلى الوادي، وعليه جبة من سندس، فأخرج له درنوكاً من درانيك الجنة، فأجلسه عليه، ثم أخبره أنه رسول الله إليه، وأمره بما أراد أن يأمره به، فلما أراد جبريل # أن يقوم أخذ رسول الله ÷ بطرف ثوبه فقال له ما اسمك؟ قال جبريل: فقام رسول الله ÷ فلحق بالغنم فما مر بشجرة ولا مدرة إلا سلمت عليه، وقالت: السلام عليك يا رسول الله، وكان يرعى غنماً لأبي طالب عمه(١).
  وعن أبي ذر كنا عند النبي ÷ فأتاه أعرابي على ناقة له، فنزل ودخل فأجلسه رسول الله ÷ أمامه، ثم قال حدث الناس ما كان من أمر ثعلبك قال: يا رسول الله أنا رجل من أهل نجران جئت أحطب من واد يقال له السيال، فبينا أنا في الوادي أحطب الحطب على راحلتي هذه فإذا أنا بهاتف يهتف بي من جانب الوادي:
  يا حامل الجرزة(٢) من سيال ... هل لك في أجر وفي نوال
  وحسن شكرٍ آخر الليالي ... أنقذك الله من الأغلال
  ومن سعير النار والأنكال ... فامنن فدتك النفس بالإفضال
  وحلني من وهق الحبال
  فالتفت فإذا ثعلب إلى شجرة، فقال الثعلب:
  يا حامل الجرزة(٣) للأيتام ... عجبت من شأني ومن كلامي
  أعجب من الساجد للأصنام ... مستقسم للكفر بالأزلام
  هذا الذي في البلد الحرام ... نبي صدق جاء بالإسلام
(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٥٢ - ٥٣ برقم (٢).
(٢) الجزرة، نخ.
(٣) الجزرة، نخ.