في الحث على المسارعة في دين الله
  التكاثر الذين ليس لهم صلة ولا وثوق بخالقهم، بل حصر وقصر في قوله تعالى: {إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا} أنها ليست إلا ما ذكر.
  ثم شبهها سبحانه وتعالى بالمطر النازل من السماء الذي ينبت به العشب والزرع فيلبث قليلاً ثم يتحول إلى حطام، ثم نبه الله بعد ذلك إلى ما هو أهم من ذلك وعلى ما خلقنا من أجله خاصة بقوله سبحانه: {وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ}، وكرر ذم الدنيا مرة أخرى بقوله: {وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ ٢٠}.
  نعم، الإنسان يكدح ويتعب نفسه الشهور والسنين في أشياء وهمية كما سبق، الوصول إليها لا يعد ربحاً ولا مكسباً ولو حصلت، علماً بأن الكثير لا يصلون إلى ما أملوا وإنما هي خيالات كاذبة، والله سبحانه وتعالى قد أعد لنا أشياء حقيقية قد رسمها لنا في كتابه وشوق إليها وحثنا عليها ووعدنا عليها بالإعانة إن نحن سعينا لها ومضينا في طريقها قال تعالى: {إِنَّ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ ٱلۡيَوۡمَ فِي شُغُلٖ فَٰكِهُونَ ٥٥ هُمۡ وَأَزۡوَٰجُهُمۡ فِي ظِلَٰلٍ عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ مُتَّكِـُٔونَ ٥٦ لَهُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ٥٧ سَلَٰمٞ قَوۡلٗا مِّن رَّبّٖ رَّحِيمٖ ٥٨}[يس]، وأمثال هذه الأوصاف الكثير والكثير في كتاب الله، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ مَفَازًا ٣١ حَدَآئِقَ وَأَعۡنَٰبٗا ٣٢ وَكَوَاعِبَ أَتۡرَابٗا ٣٣ وَكَأۡسٗا دِهَاقٗا ٣٤}[النبأ]، ومثل قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ ١٧ بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ