فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

في الحث على المسارعة في دين الله

صفحة 107 - الجزء 1

في الحث على المسارعة في دين الله

  

  الحمد لله رب العالمين الذي جعل المسارعة في دينه ديناً قويماً وصراطاً مستقيماً قال تعالى: {تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِهِمۡ نَضۡرَةَ ٱلنَّعِيمِ ٢٤ يُسۡقَوۡنَ مِن رَّحِيقٖ مَّخۡتُومٍ ٢٥ خِتَٰمُهُۥ مِسۡكٞۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ ٢٦}⁣[المطففين]، وقال تعالى: {۞وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ}⁣[آل عمران: ١٣٣]، فقد ندب الله في هاتين الآيتين وغيرهما إلى التنافس والمسارعة إلى ما عند الله مما وعد به أولياءه في جنات النعيم.

  نعم، بنو آدم يتنافسون في هذه الدنيا في أشياء وهمية مضنونة بل خيال كاذب ولو حصلت المطالب في هذه الدنيا فهي كسراب بقيعة، قال تعالى: {ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ ٢٠}⁣[الحديد]، انظر بالله عليك وحقق نظرك في هذه الأوصاف الواضحة والعبر الفاضحة وما صور الله به هذه الدنيا الحقيرة الفانية، فقد مثلها سبحانه وتعالى بلعب الأطفال عديمي العقول، وبلهو الغافلين المذمومين في أفعالهم وبزينة ربات الحجال، وبتفاخر المتبخترين أهل الشين والسفه في أفعالهم، وبأهل