فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نصيحة هامة لصاحب الجاه في الدعوة

صفحة 168 - الجزء 1

نصيحة هامة لصاحب الجاه في الدعوة

  

  الحمد لله رب العالمين القائل: {وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ٣٣}⁣[فصلت]، وبعد:

  لما كانت الدعوة إلى الله من أفضل الأعمال إلى الله سبحانه فصاحبها يحتاج إلى عقل كبير يحاسب نفسه به في جلة أوقاته؛ كي لا يقع في مستنقع الرياء والسمعة والعجب، ويحتاج إلى مواصلة عمله في دعوته إلى الله كي لا يُسلب تلك النعمة؛ لأن القبول وتلقي النصائح من بعض المرشدين نعمة من الله على ذلك المرشد يجب شكرها، وشكرها أن يقوم بعمله في دعوته إلى الله.

  كثير من الناس يحب أن يكون داعية غير أنه محروم القبول أو عديم البصيرة في توجيهاته، فليعلم الذي له بصيرة وقبول أن الله أهله لذلك العمل، فإذا تساهل في ذلك فلا يبعد أن يسلب الله عليه تلك النعمة؛ لأن الشيطان لعنه الله حريص على ترك الناس بدون هداية ونصائح، فيأتي المرشد والواعظ الذي له وجاهة وقبول ويقول له: أنت ممن يعظ ولا يتعظ، وغيرك مشمر في طلب العلم وأنت راكن على المواعظ والنصائح للناس، فلو شمرت في تحصيل العلم كي تكون عالِمًا وشخصية مرموقة لكان ذلك أفضل.