فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

تنبيه:

صفحة 99 - الجزء 1

تنبيه:

  اعلم أنه لا بد من الابتلاء لقوله تعالى: {أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣}⁣[العنكبوت]، وقال تعالى: {مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ}⁣[آل عمران: ١٧٩].

  نعم، بيّن الله وجه العلة في الآية الأولى والثانية فلا يتميز الكاذب من الصادق في إيمانه إلا بالاختبار والابتلاء وكذلك الخبيث من الطيب، الله سبحانه وتعالى عالم بما سيكون من العبد قبل الابتلاء ولكن لا يعامل العبد بما سيفعل إلا بعد وقوعه من المكلف لا بما علمه الله من العبد قبل وقوعه، وهذا دليل واضح أن علم الله ليس له علاقة في فعل العبد فالعلم سابق غير سائق، والمقصود بهذه الآية من يدعي الإسلام وكذلك التي بعدها، نعوذ بالله من مضلات الفتن، ومن عسى أن يسلم عند الاختبار من العثار فحقيق بالإنسان العاقل أن تشغل هذه القضية عقله فكم من ناس ضلوا وزلوا وقد بذلوا في ماضيهم رخيصهم والغالي وكذلك من الجن، ننظر في إبليس لعنه الله كيف افتتن وقد عبد الله ستة آلاف سنة ومحا أعماله عن بكرة أبيها بمعصية واحدة كما قال أمير المؤمنين: (فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ