فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

في حق الوالدين

صفحة 78 - الجزء 1

في حق الوالدين

  

  من الحقوق التي أوجبها الله علينا حقوق والدينا وكذلك حقوق أرحامنا، فالوالدان لهما المنة العظيمة على تربيتنا والاعتناء بنا في صغرنا وكبرنا وقد علم كل مسلم ذلك جملة أو تفصيلاً، غير أن الكثير لا يولي والديه اهتماماً ولا يلقي لحث الله على ذلك بالاً فتراه يعامل والديه معاملة بقية الأسرة ولا يتحمل لهما أذى ولا يسكت على كلمة تضجر منهما يسالمهما ما سالماه ويعاديهما إذا عادياه، وهذا محظ العقوق والمخالفة لقوله تعالى: {إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢٤}⁣[الإسراء]، عظم الله في هذه الآية حق الوالدين تعظيماً بليغاً قل من يستطيع أن يفي به.

  وعند الكثير أنه يستحق من التقدير أكثر مما يستحقه الوالدان لأسباب غرسها الشيطان في عقله وزين له ذلك في نفسه فتراه يتضجر من كلامهما إذا عاتباه على أي تقصير ويرى لنفسه المنة لأنه يسعى عليهما وعلى بقية الأسرة، فإذا عاتباه أو أحدهما على تقصير منه لم يطق الصبر على ذلك ويقول قطعت وجهي على كل العائلة شقاء وتعباً، نسي أن تلك نعمة من الله عليه وأن ذلك من إحسانه إليه أن يجري الله أرزاق أسرته على يديه، فالله هو القادر