فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

خاتمة الكتاب

صفحة 144 - الجزء 1

خاتمة الكتاب

  

  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وبعد:

  الإنسان دائماً يراجع حسابه لما في يديه ويمعن النظر في أحبها لديه ويطمئن إلى ذلك ويرتاح باله إليه، غير أن الفرح والراحة والسرور بذلك محدودة وقد رأينا غيرنا وشاهدنا أبناء جنسنا حين فارقوا ذلك وسافروا إلى غير رجعة تركوا ذهبهم وفضتهم وعقارهم وزراعتهم وتجارتهم بل ونساءهم وأولادهم وكل ما كان يأنسون به في دنياهم ووصلوا إلى قبورهم التي مزقت أكفانهم وشربت دماءهم وأكلت لحومهم.

  نعم، كان الدين عندهم أهون الأشياء وأرخص السلع فبعضهم حج بعد جهد جهيد من النصائح وبعضهم لم يفرغ لذلك، وبعضهم كم تردد في ميراث أخواته وعماته يحدث نفسه أخرجه اليوم أخرجه غداً حتى أنشب الحرص أظفاره في قلبه وغطى طول الأمل عينيه، كما قال المصطفى ÷: «يشيب المرء ويشب فيه خصلتان: الحرص، وطول الأمل»، وعند ذلك قطعت حبال ذكر الميراث، وتصرمت وبليت عرى الرحمة وتحطمت، والبعض كان مديوناً لغيره وكان يملك القضاء وحالت عليه النفس الأمارة بالسوء حتى شرب كأس المنون وأخذ الورثة أو بعضهم ما خلّفه وتركه، في الحديث عن رسول