فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نظرة في صورة العصر

صفحة 148 - الجزء 1

نظرة في صورة العصر

  

  الحمد لله رب العالمين الذي جعل الحق مهيمناً على الباطل إلى يوم الدين، وأوضح الحق في كتابه العزيز لجميع المكلفين يبين الواجب في قصار السور {لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ}⁣[الأنفال: ٤٢] {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ}⁣[النساء: ١٦٥].

  وصلى الله على من أرسله رحمة للعالمين وعلى آله نجوم الأرض وبحار العلم وهداة الأمة إلى يوم الدين، وبعد:

  يقول الله سبحانه وتقدست أسماؤه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣}⁣[العصر]، صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين والحمد لله رب العالمين.

  انظر أيها المستبصر بعين قلبك في هذه السورة الكريمة قصيرة اللفظ ليسهل على المكلفين قراءتها وحفظها، طويلة المعنى ليغترف العلماء من بحر أسرار معانيها، تأمل فيما اشتملت عليه من القسم العظيم الذي تهتز له مشاعر الأتقياء والمخلصين وما انطوت عليه من الصفات التي لا نجاة إلا بها، وما بدئت به وما ختمت.

  ولأمر ما قدم منها ما قدم وتأخر ما تأخر وما توسط منها