فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نصيحة لطلبة العلم

صفحة 41 - الجزء 1

نصيحة لطلبة العلم

  

  قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ ٣٢} وقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ} أي: تعظم؛ لأنه قال سبحانه: {فِي بُيُوتٍ} دل ذلك أنها قد بنيت، ثم قال {وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ} الآية، فإذا كان الله يرضى منا بتعظيم بيوته - وهي المساجد - ويحبه منا بل أثنى على من يفعل ذلك ويحرم الاستخفاف بها ويكره عدم الاهتمام، فبالأولى والأحرى العلم ومدارسه.

  نعم، زرت بعض المدارس وكان فيها طلبة من طلبة العلم وأكثرهم مزارعون وأصحاب أعمال دنيوية فأعجبني ذلك غير أني التمست منهم عدم الاهتمام بالمعاشر في كتب العلم فلا يكاد يهتم بالتدرس والمراجعة إلا البعض، وكأن المدرسة عند بعضهم دكان بيع وشراء، فجلست أتأمل ما هو السبب في الإهمال وعدم الاهتمام، فبعض الطلبة الحضور وعدمه عنده سواء، والبعض ينظر إلى الكتب بين يديه نظر المتضجر فتراه وقت المعشر يترك الكتاب إلا إذا طلبه المرشد واستحى منه، فساءني ذلك وعلمت أن كثيرًا من مدارس العلم على هذا النحو، فأرت من خلال ذلك توجيه نصيحة إن شاء الله.

  اعلم أيها الطالب للعلم أنما أنت فيه وما يسر الله لك هو ما