فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

الحمد لله

صفحة 28 - الجزء 1

الحمد لله

  لو فكر المتزوج في نعمة الله عليه بالزوجة المؤمنة التي أودع الله في قلبه لها محبة وألَّف الله بينه وبين أهلها فهم يرتاحون لراحته وراحة بنتهم وحال كونها سليمة من الأمراض، وكذلك الطباع السيئة من الحماقة وعدم المبالاة بكلامه، وكذلك محافظتها على حلاله وعلى احترام أرحامه، فهي توثّق العلاقة بينه وبين أرحامه وتحثه على ذلك، وكم وكم من الفوارق التي يتمنى بعض الناس الموت من مشاكل العلاقة الزوجية، بعضهم يكره زوجته إذا رآها بل يتضجر إذا ذكرها ولم يمنعه من فراقها إلا قلة ذات يده أو أطفاله منها؛ لعلمه أنه إذا فارقها ضاعوا، فهو في هم وغم.

  وآخر لم يكره زوجته بل يحبها وهي كذلك غير أن لها أبوين أو أحدهما قلبه قاس، فهما ينغصان عليه لذته بزوجته، يريدان أن تكون لهما السلطة على بنتهما فهي لبيت والديها ملازمة وإن مات زوجها كمدا أو بِنْتُهما كذلك ولم يرعيا أي مصلحة لبنتهما، وإذا علما من زوجها التأذي أو الغضب زادا في العناد، فلا يكاد الهم يفارق قلبه ليلًا ونهارًا، حتى إن بعض الناس يضطر إلى مفارقة زوجته. وهذا شيء معلوم عند كل من نظر في أحوال مجتمعه.

  وآخر له زوجة وليس هناك منغصة مما ذكر، فهو يحبها ولها أبوان مؤمنان يسترَّان غاية السرور براحة بنتهما وزوجها، غير أنها