فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

من مشاهد القرآن الكريم

صفحة 126 - الجزء 1

من مشاهد القرآن الكريم

  

  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.

  مشهد من مشاهد القرآن الكريم تتوق له النفوس وتتطاول له أعناق الراغبين، قال الله سبحانه وتعالى: {وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاعِمَةٞ ٨ لِّسَعۡيِهَا رَاضِيَةٞ ٩ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ١٠ لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ ١١ فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ ١٢ فِيهَا سُرُرٞ مَّرۡفُوعَةٞ ١٣ وَأَكۡوَابٞ مَّوۡضُوعَةٞ ١٤ وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ ١٥ وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ ١٦}⁣[الغاشية]، بعدما ذكر الله أعداءه بشرّ ذكرٍ من الخنوع والذل والانكسار والتعب والجهد الجهيد، وأنها تصلى ناراً حامية، وأن لهم في جهنم عينًا آنية تتقطع لها أمعاؤهم وتنسلخ لدنوها فرواتُ وجوههم، وأن طعامهم هو الضريع، وهو الشيء اليابس الذي لا يوجد فيه أثر الرطوبة، وأن ذلك الطعام من جهة نفعه تناولُهُ وعدمُهُ سواء بل إن ضرّه هو الضر العظيم عند تناوله.

  ثم ذكر الله أولياءه المتقين بأحسن ذكر تشريفاً لهم ومرغباً سبحانه وتعالى في سلوك طريقهم، وهذه من نعم الله علينا البالغة فقال ø: {وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاعِمَةٞ ٨} فلا يمدح الله إلا الشيء العظيم، وذكر الله الوجوه لأن الوجه أشرف جسد الإنسان وإلا فالنعومة لأجسادهم شاملة لأنهم أتعبوا في الدنيا وجوههم وأجسادهم في طاعة الله فهم في طاعة الله دائبون وعلى صلواتهم