الابتلاء
الابتلاء
  
  الابتلاء سنة الله في خلقه، كما قال تعالى: {وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ}[الأنبياء: ٣٥]، وكما قال رسول الله ÷: «الأنبياء أشد بلاء ثم الأمثل فالأمثل».
  وهو نعمة من الله على خلقه، من ذلك الابتلاء بالفقر والجوع والخوف ونقص الأموال، وعدم القبول - أعني: الحظ - وعدم الجاه وعدم الأولاد والزوجة المرغوبة، وضد الفصاحة، من البلادة ونحو ذلك، فكل هذه التي ذكرت ونحوها هي من الله، وهي حسنة؛ لأن الله حكيم والحكيم لا يفعل إلا ما فيه المصلحة، فلا يمكن أن يفعل خلاف الحكمة والمصلحة؛ لأنه عالم بكل شيء غني عن كل شيء قادر على كل شيء، ومن كان كذلك لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والمصلحة، وعلى المكلف أن يعتقد ذلك وإن جهل وجه الحكمة والمصلحة.
  نعم، والله سبحانه يثيب على ذلك ثواباً لا يعلم مقداره إلا الله سبحانه وتعالى، وعلى من ابتلي بشيء من ذلك ونحوه الرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله، ففي الحديث القدسي: «من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي ويشكر نعمائي فليطلب رباً سواي» وكفى بهذا زاجراً.
  نعم، وهذه الأشياء التي يبتلي الله بها عباده لا بد من الصبر عليها، وقد أجزل الله عليها من الثواب ما يجعل الإنسان بها