فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نعمة الله بالتوبة

صفحة 122 - الجزء 1

  لعذاب الله، وقوله تعالى: {أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ} يدل على تساهلهم في الدنيا وغفلتهم.

  فعليك يا طالب النجاة أن تستحي من الله حق الحياء لأجل ما عرض لك من القبول وحط الذنوب وأنه سيجعلك من أحبائه ويدخلك جنته ويزيدك يوم القيامة من فضله، نسأل الله أن يلهمنا ذكره ويرزقنا شكره إنه على ما يشاء قدير.

  نعم، التوبة الجملية إذا كانت من صميم القلب وصاحبها صادق تكون سبباً في خلاص صاحبها من حقوق المخلوقين بمعنى أنه سيوفق صاحبها ويخارجه الله ويجعل في قلبه عزيمة ولو كان ذلك الحق قتلاً لَخَارَجَ الله صاحبه وهانت عليه بذل روحه وقذف في قلوب أهل الحق الرحمة له فهو القادر على كل شيء، ودليل ذلك بكاء الشيخ في حضرة رسول الله ÷ عندما سمع وعظ المصطفى فبكى فقال رسول الله ÷: «ما يبكيك يا شيخ؟» قال: يا رسول الله، لقد كبرت سني ودق عظمي وكثرت ذنوبي، فقال النبي ÷: «آلله ما يبكيك إلا ذلك؟» قال: والله ما يبكيني إلا ذلك، قال: «أبشر يا شيخ قل: «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه» تغفر ذنوبك يا شيخ» قال رجل: لهذا خاصة يا رسول الله، أم لأمتك عامة؟ قال: «لهذا خاصة ولأمتي عامة». وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.