وجوب العناية بالأهل والأولاد
  أمير المؤمنين لو لم يكن إلا وصيته لولده الموجودة في نهج البلاغة، وعلى هذا جرت طريقة أولياء الله يصلحون في أنفسهم ويهتمون غاية الاهتمام بأولادهم، وفي سياق أوصاف أهل الجنة في سورة الفرقان مدح الله أولياءه وخاصته وأخبر بطريقتهم وبدعائهم لمولاهم قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ لَمۡ يَخِرُّواْ عَلَيۡهَا صُمّٗا وَعُمۡيَانٗا ٧٣ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا ٧٤ أُوْلَٰٓئِكَ يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةٗ وَسَلَٰمًا ٧٥ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ حَسُنَتۡ مُسۡتَقَرّٗا وَمُقَامٗا ٧٦}[الفرقان].
  نعم، إذا ذكروا بآيات الله لم يخروا عليها صماً وعمياناً بل خروا عليها سامعين مبصرين قائلين: سمعنا وأطعنا، وقائلين: {رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ} لأنهم يسعدون بصلاح الأباعد من حبهم لله فقد طلبوا بهذا الدعاء لقصره وبلاغته كل ما يصلح أولادهم ونساءهم فلا يكون الأولاد والزوجات قرت عين عند أحد من أولياء الله إلا إذا كانوا صالحين، يفضلون مع صلاح أولادهم وأهاليهم الفقر والمرض فهم بصلاحهم أغنياء وأصحاء، وقدم الزوجات لأن الزوجة أساس وثيق لصلاح الأسرة، ثم الأولاد على أنفسهم، فلما تمت النعمة بصلاح الأهل طلبوا من الله الإعانة على أنفسهم قائلين: {وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا ٧٤} اجعلنا يا ربنا قدوة لكل تقي