نصيحة لطلبة العلم
  جاءت به أنبياء الله صلوات الله عليهم وسلامه، فلم يبعثهم الله إلا بالعلم النافع، وقد رأيت كيف حال من استجاب لهم ومن لم يستجب، ومن تلقن الدروس عنهم ومن كان عنها غافلا، وكيف كان تحذير الله سبحانه وتعالى لمن سمع وعلم بوجود رسول الله فأعرض عن ذلك، قال سبحانه وتعالى: {وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعۡرَضَ عَنۡهَآۚ إِنَّا مِنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ٢٢} فشنع الله عليهم بهذه الآية غاية التشنيع وتوعد بالانتقام منهم بعد أن سماهم مجرمين، فالمجرمون لهم عذاب خاص في نار جهنم وإهانة تقشعر لذلك الجلود، قال تعالى: {إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٖ ٤٧ يَوۡمَ يُسۡحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨} لأنهم قابلوا نعمة الله عليهم بالكفر وتركوا ما لا يتم النجاة لأحد من المكلفين إلا به، فالعلم خص الله به أفضل من مشى على وجه البسيطة، فهو أمانة في أعناق الأنبياء حتى يؤدوه إلى العوام وإن تعرضوا للأذى والسب والتهديد، ألا تسمع إلى قول الله تعالى مخاطبا لرسوله: {فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٩٤} {۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ} وغير ذلك كثير، وقد حاول المنافقون أن يفرقوا بين رسول الله ÷ وبين طلبة العلم الشريف عندما جاءوا إلى رسول الله وقالوا: يا رسول الله، كبار القوم يأنفون من الجلسة والاستماع بين