الابتلاء
  راضياً كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ ١٠}[الزمر].
  النوع الثاني من البلاء: هي النعم التي أسبلها الله على خلقه، وقد حكى الله عن نبيه سليمان #: {هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ}[النمل: ٤٠]، وخطر النعم أعظم من أخطار ضدها؛ ولذا قال الوصي # لأحد أصحابه حينما توفيت زوجته: (واعلم أن مصيبة يكتب الله لك أجرها خير من نعمة أوجب الله عليك شكرها).
  وقال الله تعالى: {۞وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ ٢٧}[الشورى]، {كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ ٦ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ ٧}[العلق].
  فمن هنا نعلم أن الإنسان إذا صبر على الأشياء التي تنفر منها النفوس حاز الفضل العظيم والربح الكبير، ألا ترى إلى قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ ١٠}[الزمر].
  وكذلك الشاكر لنعم الله إذا شكر الله عليها استحق عليها ما لا يقدر قدره في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فقوله تعالى: {وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ}[إبراهيم: ٧]، وفي الآخرة يقول الوصي #: (إن الحمد أفضل ما خزن وأرجح ما وزن).
  فعلى الإنسان أن يكون عند البلاء صابراً وعند نعم الله شاكراً والله ولي التوفيق والصواب، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.