مقدمة
  ومن ناحية تعزيز الاستقرار السياسي في الدولة يرى المؤلف بأن هناك جملة من الواجبات من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار، وتتمثل في ستة من الواجبات:
  الأول: الاختيار القائم على العلم: وهو حث الناس على النظر إلى أهلية الداعي - الإمام - واستحقاقه منصب الإمامة، فإن كان أهلاً لذلك كان الاختيار منهم والدخول معه على بيّنة واستحقاق؛ بحيث لا يكون لهم خلاف بعد التحقق واليقين أولاً.
  الثاني: الطاعة: وهي نتيجة للاختيار والرضا بولاية الإمام، حتى يتمكن الإمام من تطبيق القانون وإقامة العدل وإزالة الظلم، وينعم الشعب بالأمن والاستقرار، وكل ذلك لا يمكن تحققه مع عدم الطاعة أو بمعنى آخر الاحتكام إلى القانون والعمل على تطبيقه.
  الثالث: النصيحة: وهي الدعاء إلى ما فيه الصلاح والنهي عمّا فيه فساد، وهي واجبة لرأس الدولة - الإمام -، وليس منها النميمة كما يرى المؤلف إلا أن يكون على جهة التنبيه للإمام والحذر ممن يحسن الظن به.
  الرابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهما من أهم أهداف قيام الدولة ممثلة بالإمامة والإمام، وهما واجبان على الكفاية، وفيهما من المؤكدات والفضائل الكثير ذكر بعضه المؤلف، ولهما شروط لكي يتحقق المقصود منهما مذكورة في الكتاب.
  الخامس: الهجرة والمقاطعة: الهجرة وهي الانتقال من الدول المحاربة أو المعادية للدولة الشرعية الممثلة بالإمام، والمقاطعة وهي وسيلة تعبير عن عدم الاعتراف بالسلطة القائمة من خلال عدم رفدها مالياً من خلال الواجبات أو الموالاة والمعاونة، وذلك مما يؤثر على قوتها وبقائها لصالح دولة الإمام.
  السادس: صلاة الجمعة: وهي من الواجبات في ظل الإمام ومن خلالها يتم الاعتراف بسلطة الإمام الشرعية والدعوة له، ويعتبر إقامتها في ظل الإمام دلالة