مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد،

أحمد بن عزالدين بن الحسن (المتوفى: 941 هـ)

الأدب السادس: [في الصبر والتحمل]:

صفحة 74 - الجزء 1

  قحافة، ولم يسمع بأحسن منها، وصدّره في مجلسه؛ رغبة في شرفه وعودته إلى الإسلام هو وشيعته من قومه وغيرهم، فقال في ذلك الأصبغ بن حرملة:

  أتَيْتَ بِكِنْدِيّ قَدْ ارْتَدَّ وانْتَهَى ... إلى غَايَةٍ مِنْ نَكْثِ مِيثَاقِهِ كُفْرَا

  فَكَانَ ثواب النَّكْثِ إحياءَ نَفْسِهِ ... وَكَانَ ثَوَاب الكُفْرِ تَزْوِيجَهُ البِكْرَا

  - يوصي⁣(⁣١) بنيه بأشياء منها هذا المعنى قال: «وأجملوا في طلب الرزق حتى يوافق [قدر]⁣(⁣٢) نجاحاً، [وكفوا]⁣(⁣٣) عند أول مسألة؛ وكفى بالرّد منعاً»⁣(⁣٤).

الأدب السادس: [في الصبر والتحمل]:

  أن هذا الذي يصحب الإمام ويعينه في أمره ويتحمل [شيئاً]⁣(⁣٥) من المشاق والأعمال المتعلقة به: يحسن منه الصبر والاحتمال إذا صدر من الإمام استنكار واستقباح لشيء من الأفعال، حتى أنه لو صدر منه ما صدر من الزّجر والملام بالكلام لا يحمله على الطعن، ويستعظم هذا المعنى في نفسه ويعتقد أنها خطيئة لا تغفر وجنية لا تستر، ويقابل شيئاً من ذلك بالهجر والأذى في غيبته أو حضوره، فيكون {كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ٦٩}⁣[الأحزاب]، وإنما قلنا ذلك؛ لأن له من مزايا الارتفاع والعلو ما ليس لغيره من الناس، ولهذا فإنه يحسن في حقه ما يقبح في حق غيره من التعظيم، ألا ترى أنهم ذكروا أنه لا يجوز التعبّد في المحاورة والمكاتبة لغير الله إلا في حق الإمام؛ لأن عمر ¥ قال: «أنا عبده وخادمه»⁣(⁣٦) يعني رسول الله ÷،


(١) أي الأشعث.

(٢) من نسخة (أ).

(٣) في نسخة (أ): وخفوا، و (ب): وخففوا.

(٤) نثر الدر في المحاضرات جص ٢٥٤.

(٥) من نسخة (ب).

(٦) المستدرك على الصحيحين للحاكم ج ١ ص ٢١٥ بلفظ: «.. فَكُنْتُ عَبْدَهُ وَخَادِمَهُ ..».