مشاهد الفوائد وشواهد الفرائد،

أحمد بن عزالدين بن الحسن (المتوفى: 941 هـ)

الأدب السادس: [في الصبر والتحمل]:

صفحة 75 - الجزء 1

  وقال أيضاً في بعض كلامه: «أنا [فداه]⁣(⁣١)»⁣(⁣٢)، فأخذ من هذا أنه يحسن مثل ذلك في حق الإمام، هكذا ذكره السيد العلامة الهادي بن إبراهيم⁣(⁣٣) في كتابه المعروف بـ (كاشفة الغمة)⁣(⁣٤)، وعلى خاطري أنه [قال]⁣(⁣٥): لا يليق مثل ذلك إلا في حق الإمام.

  فأما التعبد فظاهر [وهو مذكور]⁣(⁣٦)، وأما التفدي فالله أعلم ما وجه ذلك، وهذا عكس ما ذكره الفقيه حُميد؛ فإنه ذكر في كتابٍ له يسمى (كتاب محاسن الأزهار في مناقب علي #)⁣(⁣٧): أن هذا من مكارم الأخلاق قال ما لفظه: «وقد كان ÷(⁣٨) للين جانبه ووطأة أكنافه وخفض جناحه، يخاطب بمثل ذلك أصحابه، فقال لسعد بن أبي وقاصٍ في يوم أحدٍ: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمّي»⁣(⁣٩)، ورأيت في بعض الكتب التي ذكر فيها أخلاقه - وإن كنت لا أتحقق كونه مسموعاً - أنه كان ربما يقول لأصحابه: «فِدَاكَ أَبِي، وَأُمّي، وَخَالِي»، وهذا لا يزيد على ما حكاه الله تعالى في الجملة، حيث يقول مقسماً على شريف خلقه: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ١ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ٢ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ٣ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم]، فما أعظم الله تعالى إلا عظيماً»⁣(⁣١٠) انتهى.


(١) في نسخة (أ): وراؤه.

(٢) في كاشفة الغمة: «كنت كالسيف يسلني ويغمد»، وفي المستدرك ج ١ ص ٢١٥: «.. فَكُنْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ ..».

(٣) الوزير، المتوفى سنة ٨٢٢ هـ.

(٤) مخطوط.

(٥) من نسخة (أ).

(٦) من نسخة (أ).

(٧) مطبوع.

(٨) من نسخة (ب).

(٩) سنن الترمذي ج ٥ ص ١٣٠.

(١٠) ص ٢٤٨ - ٢٤٩.