تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

ذكر بعض مواقفه الكريمة

صفحة 37 - الجزء 1

ذكر بعض مواقفه الكريمة

  وكما أسلفنا بأنا سوف نذكر بعض مواقفه الكريمة في الإصلاح بين الناس، وحرصه الشديد على إصلاح ذات بينهم، ها نحن نذكر بعضاً منها، مع أنّ له مواقفَ كثيرة لو استقصيناها لطال بنا المقام، فكم ... وكم ... له من مواقفَ عظيمة، وهمةٍ عالية رفيعة، في الإصلاح بين الناس.

  منها: هذه الحادثة التي أرويها حيثُ كنتُ في تلك الحادثة بتوفيق الله تعالى معه وملازماً له وفي خدمته وطاعته، وكنّا حينها في شهر رمضان الكريم سنة ١٤٢٤ هـ تقريباً، وذلك أنه حصلَ قطاعٌ كبيرٌ للطريق المسبّلة من قِبَل قبيلتي عذر، والعصيمات، بسبب مشاكلهم المستمرة فيما بينهم، كما هو دأبهم فإنّهم يلجئون إلى قطع الطريق المسبلة عند حصول أيّ مشكلة ما، إلّا أنّ هذه المرة لم تكن حسب عادتهم، حيثُ كثرت المشاكل، وكبر القطاع وبلغ مبلغه، حتى أنه لم يستطع أحدٌ أن يسافر بسيارته إلَّا وتقطعوا له وأخذوها عليه كائناً من كان سواء كان من الطرفين أو من غيرهم واشتدت الأمور جداً، وبلغت ذروتها وما أن عَلِم بذلك الوالد/عبد الله بن أحسن المتوكل حتى تألّمَ لحال الناس بسبب ما هم فيه، وكيف أصبح حالهم، مع أنه