تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

كرامة استجابة الدعاء

صفحة 53 - الجزء 1

  ومن ذلك أيضاً: ما عرفناه وعرفه الخاص والعام ممن عرفه وعرف أحواله، أن من خالفه أو نقض صلحه ودعا عليه عاجله الله بالعقوبة العاجلة بيومه؛ بل لا تغيب شمس ذلك اليوم إلَّا وقد أهلكه الله تعالى، كما ذلك معروفٌ، وعند الناس مشهورٌ لا ينكره إلَّا معاندٌ، ولفضل أهل الحق جاحدٌ. وقد سمعنا مرات عديدة من بعض الناس أنه كان يخاف من دعوته أعظم من السلاح.

  هذا ... وأذكر بعض المواقف والحوادث التي حصلت وأنا أشاهدها، وذلك أنه ذات مرةٍ سمعنا رماية من جهة القِبلة ما بين بيوتنا والخضيرات، فخرجنا من بيوتنا مع الوالد عبدالله، فإذا بأُناسٍ من بعض قبائل عذر من ذو بوقشة كانوا يترامون مع العصيمات، وذلك أيام الحجة الأخيرة بينهم وبين العصيمات، فناداهم الوالد عبد الله يا عبادَ الله، يا عبادَ الله اتقوا الله، وهو يرفع بعصاه نحوهم، فلما رأوه استحوا منه وأوقفوا الرماية، ورجعوا من حيثُ أتوا - ولسان حالهم سنوقف الرماية ونذهب لكن لا تدعي علينا - وفي صباح اليوم الثاني أقبل بعض أهاليهم يعتذرون إليه، طالبين منه الصفح، وألّا يدعو على أبنائهم، وما ذاك إلّا لمعرفتهم بإجابة الله لدعائه، وأنّ من خالفه ودعا عليه عاجله الله بالنقمة العاجلة بيومه.