تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

موقف آخر

صفحة 81 - الجزء 1

  والغداء بدون قصدٍ، وهذا يدلّ على كرمهم، وكرم أخلاقهم، ولله درُّهم من قبائل كرام، أهلُ جودٍ وكرم⁣(⁣١).


(١) نعم ... وهذا الوالد الفاضل من آل قملان، هو بحقٍ شخصية كريمة، على محياه المهابة والوقار؛ بل إنَّها لازالت صورةُ وجهه الكريم - ولحيته المباركة التي ملئت صدره - في خيالي وذاكرتي، ولا أنسى ولا أتناسى غرة وجهه، ومهابه طلعته، ورجاحة عقله، و وقاره وسمته، مع اشتياقٍ للقائه؛ بل كلما تذكرته اشتاقت النفس لرؤيه وجهه الكريم، ومقامه السامي الشريف، ولو سمحت لنا الظروف لزرناه إلى مقامه بجبل برط، ولكن لا ندري هل ستُسعدُنا الأيامُ بلقائه أم لا، إلَّا أن أملنا في الله كبير، ورجائنا به عظيم، أن يحققَ الأملَ من ذلك، ويجمعنا به وبذريته المباركة على خير وعافية، بحول الله وقوته وهو على كل شيء قدير، ومع هذا ... فقد كان التواصل معنا من بعض ذريته وأحفاده الكرام، وبقوا على ذلك إلى ما شاء الله، وقد طلبوا منا أن نزورهم إلَّا أن الظروفَ الحاصلة باليمن عامة لم تسمح بالوصول إليهم، وقد أخبرناهم أن الغرض الأهم من ذلك هو أن نتواصى بتقوى وطاعته، والاهتمام بطلب العلم ولإرشاد؛ لنسعد في الدنيا والآخرة، هذا ... وكما تمنوا زيارتنا لهم، كذلك تمنينا زيارتهم إجلالاً لهم، وحباً فيهم، ومعزة بهم، وتشريفاً وتقديراً لمقامهم السامي الشريف، ومنبتهم الصافي الأصيل، ووفاء لمعروفهم الكريم، ورغبةً في ثواب الله ورحمته، وصلةً وبراً بتلك المودة القديمة بين أسلافنا الأخيار من آبائنا وآبائهم الكرام فنوصل بتوفيق الله ما ضي أسلافنا الأخيار بمستقبلنا الحاضر، وذلك بالتعاون على البر والتقوى بإحياء دين الله القويم، وشرعه الحنيف من طلب العلم والإرشاد؛ لنكون جميعاً إن شاء الله خير خلف لخير سلف، وفي الأثر المروي عن رسول الله ÷: «من أبرّ البر صلة الرجل أهل وُدّ أبيه بعد أن تولى» ونسأل الله أن تكون محبتنا لله، وصداقتنا لله، وأن يجعلنا إخواناً فيه، أعواناً على ما يرضيه، وأن يدوم محبتنا وتعاوننا في طاعته وابتغاء مرضاته والدار الآخرة، وأن يجعلنا وذرياتنا من العلماء العاملين المخلصين في إحياء دينه وإرشاد عباده، وأن يجعلنا من دعاته الداعين إليه، وهداته الدالين عليه، ومن خاصته الخاصين لديه، وأن يتقبل ذلك منا ويجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يثبتنا على الحق أبداً ما أبقانا، ولا يزع قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يختم لنا جميعاً بالسعادة والحسنى، كما نسأله سبحانه أن يجمعنا بأسلافنا الأخيار الصالحين الأبرار في دار كرامته، ومحل أوليائه، في جنةٍ عالية، لا تسمع فيها لا غية، بحق الله وأسمائه.