تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

موقف آخر

صفحة 83 - الجزء 1

  الوالد في المرض أو الحادث الذي توفي أثره بعد ستة أشهر تقريباً، وأرفقا بصورتهما مع الرسالة، وهذه صورتهما ورسالتهما، فلما رأى صورة والده بكى، وحينها أيقن أنّي حفيد الوالد عبدالله |، ولم يتمالك هذا الرجل الطيب حتى أمسكني وجعل يقبلني في رأسي وفي جبيني، وبين كتفي وصدري، وجلستُ معه وهو يُحدّث أولاده والناس قائلاً: لقيت لي اليوم ضائعة، فسبحان الله العظيم ما هذه المصادفة العجيبة، ولسان حال الجميع يقولُ:

  أبى الله إلَّا جمعنا ولقائنا ... على بعد أوطانٍ وطولِ زمان

  وهذه الحادثة من أغرب الحوادث التي مرّت علينا في حياتنا حيثُ لم نتوقع ذلك وما كاد الناس أن يُصدّقوا، وكأنه خيالٌ إلَّا أنّها الحقيقة والواقع.

  فسبحان الله الذي أكرم الوالد عبدالله بالمحبة والقبول في معظم البلدان، سواء في بلاد حاشد من بلاد عذر، والعصيمات، وبلاد الأهنوم، وحجور، وسفيان، وكذلك في بلاد برط ذومحمد وذو حسين، وبلاد وائلة، وكذلك بلاد عضلة أملح من بلاد المشرق، أو بلاد آل عمار، وكذلك في بلاد صعدة، وغير ذلك من بلدان اليمن كما أسلفنا، وما ذلك إلَّا لإخلاصه لله وتقواه الذي أكرمه بمكارم