تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

موقف آخر

صفحة 85 - الجزء 1

  الله الذي أكرمه بالمحبة بين الناس، وهذا العمل من قبائلنا الكرام، يدل على صدق محبتهم، وكرم أخلاقهم - مع أن ثقتنا بالله، واعتمادنا عليه، في كلّ مُهمّة ومُلمّة وهو حسبنا وكفى ونعم الوكيل - ونأمل بعد الله سبحانه في الرجال المؤمنين الصادقين من قبائلنا الكرام، بأن يكونوا عند حُسن الظن في الوفاء بذلك، مع أنهم لا زالوا ولن يزالوا إن شاء الله على تلك المراقيم التي قطعوها للوالد عبدالله وذريته كما تحكي مراقيم التهجير، وما ذاك إلَّا من صدق وفائهم، وشهامتهم، ورُجلتهم، ومُروءتهم، وحُبّهم للوالد عبدالله وذريته، ولا عجب فهم أهل المعروف والوفاء مُنذُ الزمن الماضي، فكم لآبائهم الكرام من أيادٍ كريمةٍ، ومقاماتٍ نبيلةٍ، ومواقفَ حسنةٍ، تدلّ على معروفهم القديم، ومنبتهم الصافي الأصيل، ووفائهم العجيب وحُبّهم الصادق لرسول الله ولأهل بيته الأكرمين ويكفيهم شرفاً وفضلاً ما جاء فيهم من الأخبار النبوية من نحو قوله ÷ «أتاكم أهلُ اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية»، وقوله ÷ «السلام على همدان» ثلاثا، وذلك حينما كتب إليه علي بن أبي طالب # يخبره بإسلامهم في يوم واحد، فسجد لله شكراً ثم رفع رأسه وقال: «السلام على همدان»