تحفة المتأمل في سيرة العالم الأجل،

عبدالصمد عبدالرحمن عبدالله المتوكل (معاصر)

موقف آخر

صفحة 87 - الجزء 1

  هذا ... وكم ... نعدد من فضائله |، وكم ... نذكر من مناقبه، ومحامد محاسنه وكراماته، فكم أصلح بين الناس، وكم قضية حلها، وطريقٍ أمّنها، وأمورٍ أصلحها، ودماء حقنها، وفتن أطفئ نار لهيبها بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو كما قال الشاعر:⁣(⁣١)

  كم فك من كُرَبٍ عنّا ومن نوبٍ ... كادت تقدّ من الأشجان أشجانا

  سل عنه من شئتَ من بدوٍ ومن ... سل حاشدا وبكيلا ثم سفيانا

  نعم ... هذا وله | من آبائه الكرام، وأسلافه الأخيار، الصفات الطيبة، والسمات الحميدة، التي تحلى بها فاكتسى بها مهابة وفضلا، ولله درُّ القائل حينما مدحهم بقوله:

  هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم

  هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم

  ما قال لا قطُّ إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم

  إذا رأته قريش قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ الكرم

  يغضي حياءً ويغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم

  من معشر حبهم دينٌ وبغضهم ... كفرٌ وقربهم منجى ومعتصم

  مقدمٌ بعد ذكر الله ذكرهمُ ذكرهم ... في كل حال ومختوم به الكلم

  إن عُدَّ أهل التقى كانوا أئمتهم أئمتهم ... أو قيل من خير أهل الأرض قيل همُ هم


(١) نقلت الأبيات بتصرف يسير لمناسبة المقام.