وفاته #
  وما ماتَ مَنْ أبقى كمثلكَ سادةً ... غَطارِيفَ شُمّاً يكسبون المعاليا
  عشرين من أبناء صُلبِكَ لم يكن ... لهم أحدٌ في الخافقين مُسَاويا
  وزد أربعا من بعد ذلك أنجم ... تُرى في سماء المكرمات بواديا
  فمنهم عابدٌ لله برٌ مطهر ... وصاحب ذِكْرٍ ليس يَنْفَكُّ تاليا
  إلى طالبٍ درَّاس عِلْمٍ مُسَامِرٍ ... لدفتره حتى يُرَى الفجرُ بادِيا
  وأبقيت من أحفادك الشم أنجما ... فأكرم بهم رهطاً سراة مواليا
  لقد عشت ميمون النقيّة ناصحا ... لربّ السماء في مكسب الحمد ساعيا
  وعمرت رضوانا ثمانين حجة ... حميداً سعيداً ظاهر الصيت عاليا
  وما زلت محمود السّجايا محبّباً ... لكلّ البرايا لم نجد لك قاليا
  مكارم ذكراها يزين ونظمها ... يروق من الأسماع ما كان واعيا
  فحُزت وأحرزت المحاسن كلّها ... سريعاً إلى الإصلاح لا متوانيا
  فيا أبتا أدعوك دعوة شيّق ... وهيهات يوما أن تُجيب المناديا
  لئن كنت لبّيتَ المهيب مُسارعاً ... إلى غُرفٍ حُزنَ الحسان الغوانيا
  عليك سلام الله ما هبّت الصبا ... وزارك منّا دائما متواليا
  وأسكنك الرحمنُ جنات عدنه ... تحل إذا ما اخترت فيها العواليا
  هذا ... وبتوفيق الله وفضله شرّفنا الله بخدمته وطاعته وخصوصا مُدّة ما أقعده المرض، ثمّ أشتد به المرض قبل موته بثلاث ليالٍ، فكان في الليل إذا رأيته تحرك وهو مُقعدٌ على فراش المرض قُمت وأجلسته حسب ما يريد، فكان من كرم أخلاقه يقول: قد أتعبتك،