وفاة زوجته
  قال: ضاعت عليَّ غنمةٌ من غنمنا في الجبل، وخِفت من والدي، فأتيت إليها وأنا صغير فأخبرتها بذلك، فقرَأَتْ عليها فحفظها الله، ورجعت إلينا بعد ثلاثة أيام ببركة دعائها، وكذلك أيضاً غنم الحاجّ فلان - وسمّاه - ضاعت عليه في الجبل، فأتوا إليها فحفظها الله تعالى، ورجعت بعد أسبوع ببركة دعائها، وهكذا نحن والناس جميعاً من ضاعت عليه الغنمُ يأتي إليها، فتقرأ عليها من آيات الله، وتدعو الله أن يحفظها، فيحفظها الله سبحانه ببركة دعائها.
  وكذلك أيضاً كان أهالي ذو صولان وغيرهم، إذا مرض أحدٌ: أتوا إليها لتذرّعَ له فيشفيهم الله ببركة دعائها، فسبحان من حباها بفضله ورحمته، وأكرمها بإجابة دعائها، والله يعلم أنّي لم أرَ مثلها في فضلها وتقواها في زماننا هذا كله، فهي بحقٍّ من النساء الفاضلات المؤمنات الطيبات العابدات القانتات، وليس هذا مبالغة في حقها، وإنمّا هو الحقُّ، والله المطلع على كل ذلك، وكفى بالله شهيدا، ولا ينبئك مِثلُ خبير، ومع هذا كانت ذاكرةً لله تعالى، وكنا نتعجب من ذكرها لله بقراءتها للأدعية، وخوفها وخشيتها من الله سبحانه، ومن أحوالها أنها كانت إذا سمعت بمعاصي الناس وغفلتهم عن الله سبحانه، تقول متعجبة: هل يحسب الناس أنهم لن يموتوا ويدخلوا