الباب الخامس عشر في الوضوء والطهارة وما يتصل بذلك
  ٣٧٤ - وبهذا الإسناد إلى السيد أبي طالب ¥، قال: حدثنا أبو علي حَمْد بن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن قارن، قال: حدثنا أبو معين الحسين بن الحسن الطبركي(١)، قال: حدثنا يحيى بن عبدالله بن بُكير، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبدالله(٢):
  أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ(٣) خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ يَدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ». قَالَ: «ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً لَهُ»(٤).
  قال السيد الإمام أبو طالب الحسني ¥: الْمُرَادُ بِخُرُوجِ الْخَطَايَا مِنْ هَذِهِ الْأَعْضَاءِ زَوَالُ الْآثَامِ الَّتِي لَحِقَتْهُ لِمَا ارْتَكَبَ مِنَ الْمَعَاصِي بِهَا.
(١) الطَّبَرَكِيُّ بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة والراء وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى موضع بالري يقال لها طَبَرَكُ. (الأنساب للسمعاني ٩/ ٣٨).
(٢) هُوَ عبدالله الصُّنَابِحِيُّ، وقد اختلف في اسمه من رواية زيد بن أسلم فقيل: إِنَّهُ أَبُو عبدالله الصُّنَابِحِيِّ كما وقع في إحدى رواية أحمد في المسند ٣١/ ٤١٣، وقال الحاكم في المستدرك ١/ ٢٢٠: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، ... إلى قوله: وَعبدالله الصُّنَابِحِيُّ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ.
(٣) لفظ الرواية في موطأ مالك وغيره: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عبدالله الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ، فَتَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ، وَإِذَا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ يَدَيْهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ» قَالَ: «ثُمَّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَصَلَاتُهُ نَافِلَةً لَهُ».
(٤) رواه الإمام القاسم بن محمد # في الاعتصام ١/ ٢٣١ ورواه مالك بن أنس في الموطأ ت عبد الباقي ١/ ٣١، وأحمد في المسند ٣١/ ٤١٣ - ٤١٨، والبخاري في التاريخ الكبير ٥/ ٣٢٢ وفي الصغير ١/ ١٦٦ وابن ماجه في السنن ١/ ١٨٨، والنسائي في السنن ١/ ٧٤ وفي الكبرى ١/ ١١٤، والحسن بن سفيان النسوي في الأربعين ص ٥٩، والحاكم في المستدرك ١/ ٢٢٠ والبيهقي في شعب الإيمان ٤/ ٢٥٤.