تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

تثبته في الرواية

صفحة 28 - الجزء 1

  وسمع جِلَاء الأبصار للحاكم بن كرامة وغيرها من كتبه على السيد عُلَي بن عيسى بن وهّاس الحسني، وأجازه إجازة عامة من جملة ذلك: الكشاف لجار الله الزمخشري.

  وسمع بعض كتاب التهذيب للحاكم ابن كرامة أيضًا على أبي جعفر الديلمي، عن ولد الحاكم المحسن، عن أبيه، وأجازه في بقية كتب الحاكم.

  وسمع على الزاهد مسعود الْغَزْنَوِيِّ بالكوفة، أحاديثَ في فضل اليمن، وسمع بمكة كتاب المواقف الخمسين على أبي المظفر العلكي، وسمع خبر عابد بني إسرائيل على أبي الفضل عبدالله بن أبي الفتح.

تثبته في الرواية

  وكان القاضي ثبتًا، ورعًا، متبحرًا في الرواية.

  قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: ولما وصل القاضي جعفر من العراق بالعلوم، التي لم يصل بها سواه، من الأصول والفروع، والمعقول والمسموع، وعلوم القرآن العظيم، والأخبار الجمة عن النبي ÷ وعن فضلاء الأئمة من العترة، وسائر العلماء.

  وكان من جملة هذه الأخبار، أخبار في صفة الجنة والنار، مروية عن النبي ÷ فطلب جماعة من الإخوان قراءتها عليه، وروايتها، فامتنع من ذلك في مجالس الأخبار، فألحّ عليه منهم مَنْ ألحّ، فذكر أنه قرأها على شيخ له بمكة، وكان شيخه هذا له يد طائلة في علم العربية، وحكى عنه أنه يُصْلِحُ ما يجد في الأخبار من اللحن، ويعتلّ أن النبي ÷ كان لا يَلْحَن، فعاب ذلك عليه شيخنا القاضي، وامتنع من الرواية، وقال: إني لا آمن أن يكون في هذه الأخبار شيء أصلحه على خلاف ما رواه عن شيوخه، انتهى.