تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع في وصاياه # وذكر مقتله وقبره

صفحة 140 - الجزء 1

الْبَابُ الرَّابِعُ فِي وَصَايَاهُ # وَذِكْرِ مَقْتَلِهِ وَقَبْرِهِ

  ١١٠ - أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنِّي أسعده الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي بقراءتي عليه قدم علينا الري، والشيخ الإمام الأفضل مجد الدين عبدالمجيد بن عبدالغفار بن أبي سعد الإستراباذي الزيدي | قالا: أخبرنا السيد الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الحسني النقيب بإستراباذ في شهر الله الأصم رجب سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: أخبرنا والدي السيد أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي خليفة الحسني، والسيد أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن القاسم الحسني الآمُلي الملقب بالمستعين بالله قالا: حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا أبو زيد عيسى بن محمد العلوي، قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن أبي الطاهر أحمد بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي، عن عبدالله بن جُنْدُبٍ، عن أبيه قال:

  دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ # حِينَ أُصِيبَ أَسْأْلُ عَنْهُ، فَلَمْ أَجْلِسْ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، قَالَ فَدَعَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ @ فَقَالَ: أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللهِ، وَلَا تَبْتَغِيَا⁣(⁣١) الدُّنْيَا وَإِنِ ابْتَغَتْكُمَا، وَلَا تَأْسَيَا عَلَى شَيْءٍ [منها]⁣(⁣٢) زُوِيَ عَنْكُمَا، قُولَا الْحَقَّ، وَارْحَمَا الْيَتِيمَ، وَأَعِينَا الضَّعِيفَ، وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْمًا، وَلِلْمَظْلُومِ عَوْنًا، وَاعْمَلَا بِالْكِتَابِ، وَلَا تَأْخُذْكُمَا فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ.

  ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَقَالَ: هَلْ فَهِمْتَ مَا أَوْصَيْتُ بِهِ أَخَوَيْكَ؟

  قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أُوصِيكَ بِمِثْلِهِ وَأُوصِيكَ بِتَوْقِيرِ أَخَوَيْكَ، وَتَعْظِيمِ حَقِّهِمَا، وَتَزْيِينِ أَمْرِهِمَا، وَلَا تَقْطَعَنَّ أَمْرًا دُونَهُمَا.

  ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِمَا وَقَالَ: أُوصِيكُمَا بِهِ فَإِنَّهُ شَقِيقُكُمَا وَابْنُ أَبِيكُمَا، وَقَدْ عَلِمْتُمَا


(١) هكذا في نخ (مجد) وهامش (هـ)، وفي بقية النسخ: تبغيا.

(٢) زيادة من (هـ) وضعه بين الأسطر وقال: صح.