الباب الرابع والعشرون في فضل الصيام والاعتكاف وفضل شهر رمضان وما يتصل بذلك
  ٥٣٥ - وبهذا الإسناد إلى السيد أبي طالب ¥، قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن محبوب، قال: حدثني أبو أيوب، عن أبي الورد، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال:
  خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ÷ فِي آخِرِ جُمْعَةٍ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ(١) فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَرَضَ اللهُ ø صِيَامَهُ، وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلَةٍ مِنْهُ بِتَطَوُّعِ صَلَاةٍ كَمَنْ تَطَوَّعَ سَبْعِينَ لَيْلَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ، وَجَعَلَ لِمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ وَالْبِرِّ كَأَجْرِ مَنْ أَدَّى فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ ø فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ ø فِيهِ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ وَإِنَّ الصَّبْرَ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَهُوَ شَهْرٌ يَزِيدُ اللهُ فِيهِ فِي رِزْقِ الْمُؤْمِنِ، وَمَنْ فَطَّرَ فِيهِ مُؤْمِنًا صَائِمًا كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ ø بِذَلِكَ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ فِيمَا مَضَى» فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُفَطِّرَ صَائِمًا، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى كَرِيمٌ يُعْطِي هَذَا الثَّوَابَ مَنْ لَا يَقْدِرُ إِلَّا عَلَى مَذْقَةٍ مِنْ لَبَنٍ يُفَطِّرُ بِهَا صَائِمًا، أَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ عَذْبٍ، أَوْ تُمَيْرَاتٍ(٢) لَا يَقْدِرُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ خَفَّفَ فِيهِ عَنْ مَمْلُوكِهِ خَفَّفَ اللهُ ø حِسَابَهُ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَوَسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ إِجَابَةٌ وَعِتْقٌ مِنَ النَّارِ، وَلَا غِنَى بِكُمْ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَانِ تُرْضُونَ اللهَ تَعَالَى بِهِمَا، وَخَصْلَتَانِ لَا غِنَى بِكُمْ عَنْهُمَا. أَمَّا اللَّتَانِ تُرْضُونَ اللهَ تَعَالَى بِهِمَا، فَشَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، وَأَمَّا اللَّتَانِ لَا غِنَى بِكُمْ عَنْهُمَا فَتَسْأَلُونَ اللهَ فِيهِ حَوَائِجَكُمْ وَالْجَنَّةَ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الْعَافِيَةَ وَتَتَعَوَّذُونَ
(١) قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ١٦٠: قوله: «أيُّها الناسُ قَدْ أَظَلَّكُم شهرٌ عَظِيمٌ» يَعْنِي رَمضانَ، أَيْ: أقبَل عَلَيكم ودَنَا مِنْكُمْ، كأنَّه ألقَى عَلَيْكُمْ ظِلَّه.
(٢) أو تمرات. نسخة.