تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع والعشرون في فضل الصيام والاعتكاف وفضل شهر رمضان وما يتصل بذلك

صفحة 425 - الجزء 1

  قَالَ حُمَيدٌ فِي حَدِيثِهِ: وَعَيْنَاهُ مَجْلُوَّتَانِ مِنَ الْكُحْلِ⁣(⁣١).

  ٥٦٨ - وبه قال: حدثنا عبيدالله بن محمد بن بدر الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا رَوْح بن عُبادة، قال: حدثنا هشام، عن واصل مولى ابن عيينة، عن محمد بن أبي يعقوب، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة قال:

  أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ ÷ غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ» قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوَةً ثَانِيَةً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ» قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوَةً ثَالِثَةً، فَقُلْتُ: إِنِّي أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَدَعَوْتَ أَنْ يُسَلِّمَنَا وَيُغَنِّمَنَا، فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، يَا رَسُولَ اللهِ فَادْعُ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ» قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مُرْنِي بِعَمَلٍ لَعَلِّي أَبْلُغُ بِهِ ذَلِكَ فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ إنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ» قَالَ: فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَامْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صِيَامًا.

  قَالَ: وَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِ الدُّخَانُ بِالنَّهَارِ، قِيلَ: اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ، وَنَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ، قَالَ: فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ أتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَمَرْتَنَا بِالصَّوْمِ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ بَارَكَ لَنَا فِيهِ، يَا رَسُولَ اللهِ؛ مُرْنِي بِعَمَلٍ آخَرَ، فَقَالَ: «اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ للهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ بِهَا عَنْكَ خَطِيئَةً»⁣(⁣٢).


(١) أخرجه الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ١/ ٣٨٥، وبلفظ قريب الهيثمي في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ٢/ ٦١٣، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٦/ ٧٧، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات ص ٦٢، ولفظه كما في أمالي المرشد بالله #.

(٢) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده ذكره الهيثمي في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ١/ ٤٣٠، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٥/ ١٧٤ واتفقا هو والإمام أبي طالب # سندا ومتنا، والطبراني في المعجم الكبير ٨/ ٩١ ومسند الشاميين ٣/ ٢١٣، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٥/ ١٧٤ من طريقه أيضا، والإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ١/ ٣٦٨ من طريق الطبراني، وعبد الرزاق الصنعاني في المصنف ٤/ ٣٠٨ مختصرا، وأحمد في مسند ط الرسالة ٣٦/ ٤٥٧، والروياني في مسنده ٢/ ٢٦٨، وابن حبان في صحيحه ٨/ ٢١٢.