تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الأول في ذكر معجزات النبي ÷ ودلائله

صفحة 46 - الجزء 1

  تَتَلَألَأُ، وَعَنْ يَسَارِهِ ثُعْبَانَيْنِ تَصْطَكُّ أَسْنَانُهُمَا، وَتَلْمَعُ النِّيرَانُ مِنْ أَبْصَارِهِمَا، لَوِ امْتَنَعْتُ لَمْ آمَنْ أَنْ يَبْعَجُوا⁣(⁣١) بَطْنِيَ بِالْحِرَابِ وَيَبْتَلِعَنِيَ الثُّعْبَانَانِ. فَهَذَا أَكْبَرُ مِمَّا أُعْطِيَ مُوسَى #، ثُعْبَانٌ بِثُعْبَانِ مُوسَى، وَزَادَ اللهُ مُحَمَّدًا ÷ ثُعْبَانًا وَثَمَانِيَةَ أَمْلَاكٍ)⁣(⁣٢).

  ٢ - وبهذا الإسناد إلى السيد أبي طالب ¥، قال: أخبرني أبي |، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصَّفَّار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا جعفر بن بشير البَجَلِي، قال: حدثنا أَبَان بن عثمان، قال: حدثني محمد بن مروان الذُّهْلِي، عن محمد بن سنان⁣(⁣٣)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال:

  (تَرَاءَى⁣(⁣٤) لِرَسُولِ اللهِ ÷ جِبْرِيلُ بِأَعْلَى الْوَادِي وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ سُنْدُسٍ، فَأَخْرَجَ لَهُ دُرْنُوكًا⁣(⁣٥) مِنْ دَرَانِيكِ الْجَنَّةِ، فَأَجْلَسَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُ بِمَا أَرَادَ أَنْ يَأْمُرَهُ بِهِ، فَلَمَّا أَرَادَ جِبْرِيلُ # أَنْ يَقُومَ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ ÷ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، وَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ ÷، فَلَحِقَ بِالْغَنَمِ فَمَا مَرَّ بِشَجَرَةٍ وَلَا مَدَرَةٍ إِلَّا سَلَّمَتْ عَلَيْهِ وَقَالَتْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَكَانَ


(١) أي: يشقوه.

(٢) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٤٢٢، والأمير الحسين بن محمد في ينابيع النصيحة ص ٣١٢، ورواه في شرح الأساس الكبير ٢/ ٣٧١، وأشار إليه الحاكم الجشمي في تحكيم العقول في تصحيح الأصول ص ٢٠٨ وعدها من المتواتر. والشيخ حسين بن جبر في نخب المناقب لآل أبي طالب (ع) ١/ ١٣٥، وأحمد بن علي الطبرسي في الاحتجاج ١/ ٣٢٣، وابن حمزة الطوسي في الثاقب من المناقب ص ١١٤، والقاضي عبد الجبار في تثبيت دلائل النبوة ٢/ ٤٨٦، ومحمد بن إسحاق في السير والمغازي ص ١٩٥.

(٣) لعله الباهلي العوقي - بفتح الواو - أبو بكر البصري، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين. (هامش هـ).

(٤) التَّرَائِي: تَفَاعُلٌ مِنَ الرُّؤْيَة، يُقَالُ: تَرَاءَى القومُ إِذَا رَأَى بعضُهُم بَعْضًا، وتَرَاءَى لِيَ الشيءُ، أَيْ: ظهرَ حَتَّى رَأَيْتُهُ. (نهاية).

(٥) الدرنوك: ضرب من البسط ذو خَمل ويشبه به فروة البعير. (صحاح).