٨٨٩ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن زيد الحسيني، قال: حدثنا الناصر للحق الحسن بن علي $، قال: أخبرنا محمد بن علي بن خلف العطار، عن الحسن بن صالح عن أبي الأسود، عن أبي مَعْشَر، عن محمد بن قيس قال:

  اسْتَخْلَفَ زِيَادٌ⁣^(⁣١) سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيَّ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِزَكَاةِ مَالِهِ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرَةَ: قَتَلَكَ اللهُ؛ يَقُولُ اللهُ: {قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤ وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥}⁣[الأعلى] وَإِنَّ هَذَا أَتَاكَ بِزَكَاةِ مَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، فَضَرَبْتَ عُنُقَهُ، قَالَ: يَا غُلَامُ؛ هَاتِ كِتَابَ زِيَادٍ، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ زِيَادٍ إِلَى سَمُرَةَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابُنَا هَذَا، فَاقْتُلْ عَلَى الظَّنِّ وَالظِّنَّةِ، وَالشَّكِّ وَالْعِلَّةِ⁣^(⁣٢).

  ٨٩٠ - وبه قال: حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا محمد بن خالد الدمشقي، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سلمة بن بشر، عن بنت واثلة بن الأسقع أنها سمعت أباها يقول:

  قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا الْعَصَبِيَّةُ؟ قَالَ: «أَنْ تُعِينَ قَوْمَكَ عَلَى الظُّلْمِ»⁣^(⁣٣).

(١) هو زياد ابن أبيه الدعي الذي استلحقه معاوية بأبيه بدعوى العهر مخالفة لرسول الله ÷ في قوله: «الولد للفراش وللعاهر الحجر» وكان زياد وعماله أهل جرأة على سفك الدماء المحرمة بغير وجه. وابن جندب هو سمرة بن جندب، يروى أنه دخل يوماً على رسول الله ÷ في جماعة فقال النبي ÷: «أطولكم عمراً من أهل النار» فكان إياه، وروي أنه قال له ولأبي هريرة وثالث: «آخركم موتاً في النار» فكان كل واحد منهم يسأل عن الآخر فكان سمرة آخرهم موتاً. وقتل كثيراً من الناس والله أعلم. (هامش هـ باختصار).

(٢) رواه البلاذري في أنساب الأشراف ٥/ ٢١٠، وأبو جعفر الطبري في تاريخ الرسل والملوك ٥/ ٢٩٢ وابن الأثير في الكامل ٣/ ٨٩.

(٣) رواه أبو داود في السنن ٤/ ٣٣١، وأحمد في المسند ط الرسالة ٢٨/ ١٩٧، وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٧/ ٤٧٩ والدولابي في الكنى والأسماء ١/ ١٤٣، والحارث بن أبي أسامة في مسنده ٢/ ٨٢٨، والروياني في مسنده ٢/ ٤٧٩ وابن ماجه في السنن ت الأرنؤوط ٥/ ٩٥، والطبراني في المعجم الكبير ٢٢/ ٩٨، والبيهقي في السنن الكبرى ت التركي ٢١/ ١٧٧ وفي السنن الصغير ٤/ ١٨٥، وفي معرفة السنن والآثار ١٤/ ٣٣٧، وفي الآداب صفحة ٧٠، وأبو محمد البغوي في شرح السنة ١٣/ ١٢٣، وفي شعب الإيمان ١٠/ ١٢٧.