تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الثاني والخمسون في التحذير من الغيبة وما يتصل بذلك

صفحة 641 - الجزء 1

  المطلب⁣(⁣١) بن حَنْطَبٍ:

  أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ÷: مَا الْغِيبَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْمَرْءِ مَا يَكْرَهُ أَنْ يَسْمَعَ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَإِنْ كَانَ حَقًّا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «إِذَا قُلْتَ بَاطِلًا فَذَلِكَ الْبُهْتَانُ»⁣(⁣٢).

  ٩١٨ - وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن بُنْدَار، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا يحيى بن أيوب البغدادي أبو زكريا، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا أبو رجاء الخراساني، عن عَبَّاد بن كَثِير، عن الجُرَيْرِي، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبدالله وأبي سعيد الخدري:

  عَنِ النَّبِيِّ ÷ قَالَ: «الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا» قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «إنَّ الرَّجُلَ يَزْنِي ثُمَّ يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ صَاحِبَ الْغِيبَةِ لَا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَهَا لَهُ صَاحِبُهُ»⁣(⁣٣).

  قال السيد الإمام أبو طالب ¥: مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ ÷: «الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا» هُوَ مَا فَسَّرَهُ النَّبِيُّ ÷، وَذَلِكَ؛ لِأَنَّ الزِّنَا يَلْزَمُ الْمُكَلَّفَ عِنْدَهُ أَمْرٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ التَّوْبَةُ، وَالْغِيبَةُ يَلْزَمُ عِنْدَهَا أَمْرَانِ: التَّوْبَةُ، وَالِاعْتِذَارُ إِذَا بَلَغَتْ صَاحِبَهَا.


= أعناقنا بيعة لأبي جعفر؛ فقال: إنما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين فأسرع الناس إلى بيعة النفس الزكية سلام الله عليه ورحم الله مالكاً. (هامش هـ).

(١) المطلب بن عبدالله بن حَنْطَبٍ - بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الطاء المهملة آخره موحدة - ابن الحارث بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي المدني قالوا: أدرك جماعة من الصحابة ولم يدرك النبي ÷ وهو يرسل عنه. (هامش هـ).

(٢) رواه مالك بن أنس في الموطأ ت عبد الباقي ٢/ ٩٨٧ وفي ت الأعظمي ٥/ ١٤٣٧ وفي الموطأ رواية محمد بن الحسن الشيباني صفحة ٣٣٦، وفي الموطأ رواية أبي مصعب الزهري ٢/ ١٦٧ وابن وهب في الجامع ت مصطفى أبو الخير صفحة ٤٠٨.

(٣) رواه الإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين. ص ٤٩٤ وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة والنميمة صفحة ١٣، وفي الصمت صفحة ١١٨ وأبو بكر الدِّينَوري في المجالسة وجواهر العلم ٨/ ٢٧٢ والطبراني في المعجم الأوسط ٦/ ٣٤٨ والبيهقي في شعب الإيمان ٩/ ٩٨ وأبو طاهر السِّلَفي في الطيوريات ٣/ ٩٠٤ والضياء المقدسي في المنتقى من مسموعات مرو مخطوط (ن) صفحة ٦٤ وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩/ ٦٠.