الباب السادس والخمسون في الرؤيا وما يتصل بذلك
  خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ÷ يَوْمًا فَقَالَ: «إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ جِبْرِيلَ عِنْدَ رَأْسِي، وَمِيكَائِيلَ عِنْدَ رِجْلَيَّ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اضْرِبْ لَهُ مَثَلًا، فَقَالَ: اسْمَعْ سَمِعَتْ أُذُنُكَ، وَاعْقِلْ عَقَلَ قَلْبُكَ، إِنَّمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُ أُمَّتِكَ كَمَثَلِ مَلِكٍ اتَّخَذَ دَارًا، ثُمَّ بَنَى فِيهَا بَيْتًا، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا مَائِدَةً، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولًا يَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَجَابَ الرَّسُولَ وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَهُ، فَاللهُ هُوَ الْمَلِكُ، وَالدَّارُ الْإِسْلَامُ، وَالْبَيْتُ الْجَنَّةُ، وَأَنْتَ - يَا مُحَمَّدُ - رَسُولٌ، مَنْ أَجَابَكَ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَكَلَ مَا فِيهَا»(١).
  ٩٣٥ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا عبدالله بن أحمد بن سلَّام، قال: [حدثنا رَوْح، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق، قال:](٢) أخبرنا أبي، قال: حدثنا حسن بن عبدالواحد، قال: حدثنا سعيد بن عثمان، قال: حدثنا عمرو بن شِمْر، عن جابر الجُعْفِي، عن أبي جعفر محمد بن علي @، قال: قال جابر بن عبدالله:
  كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ÷ حِينَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، لَهُ جِسْمٌ وَجَمَالٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ - جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ - أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ ø: {ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ}[يونس] قَالَ: «هِيَ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ يَرَى الْمُؤْمِنُ فَيُبَشَّرُ بِهَا فِي دُنْيَاهُ، وَقَوْلُهُ: {وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ} فَإِنَّهَا بِشَارَةُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ الْمَوْتِ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَلِمَنْ حَمَلَكَ إِلَى قَبْرِكَ»(٣).
= منقطع لأنه ذكر الراوي عن جابر وهو سعيد بن زياد. وسعيد بن زياد الأنصاري قال أبو حاتم وابن حجر في التقريب: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات.
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية ١/ ١٣٦، والبخاري في صحيحه ٩/ ٩٣، والترمذي في السنن ت شاكر ٥/ ١٤٥، وأبو جعفر الطبري في تفسيره جامع البيان ت شاكر ١٥/ ٦١ والحاكم في المستدرك ٢/ ٣٦٩.
(٢) ما بين المعكوفين لعله سهو من الناسخ؛ أدخل بين عبد الله وبين أبيه، لأن رواية عبد الله عن أبيه عن حسن بن عبد الواحد قد تكررت، وهذا معروف عند أهل الإسناد.
(٣) رواه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٧٥، والكليني في الكافي ط دار الحديث ١٥/ ٢٢٤، والحر العاملي في الفصول المهمة في أصول الأئمة ٣/ ٢٧٨، وانظر تفسير جامع البيان لأبي جعفر الطبري ت شاكر ١٥/ ١٢٤ وتفسير ابن كثير ط العلمية ٤/ ٢٤٢ والتفسير النبوي لخالد الباتلي ١/ ٤١٦.