الباب الرابع والستون في ذكر الجنة والنار وما يتصل بذلك
  أبي الحسن، عن الوصافي عبيدالله بن الوليد، عن الحارث، عن علي #:
  أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: «مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ لَهَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ هَانَتْ عَلَيْهِ اللَّذَّاتُ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ»(١).
  ٩٨٦ - وبه قال: أخبرنا محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا أبو سعيد عبدالرحمن بن سليمان النقاش، قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري(٢)، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبدالله بن مسعود قال:
  أَسْنَدَ رَسُولُ اللهِ ÷ ظَهْرَهُ بِمِنًى إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ، بِقِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْكُفَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُهُمْ مِثْلُ شَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ شَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ، وَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ»(٣).
  ٩٨٧ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: حدثنا نصر بن منصور، قال: حدثنا يحيى الحماني قال: حدثنا ابن فُضَيْل، عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي #:
  عَنِ رَسُولِ اللهِ ÷ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا» قَالَ أَعْرَابِيٌّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ طَيَّبَ الْكَلَامَ،
(١) رواه القضاعي في مسنده ١/ ٢٢٦ وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٥/ ١٠ والبيهقي في شعب الإيمان ١٣/ ١٧٥.
(٢) سقط يَحْيَى بْنُ آدَمَ أَبُو زَكَرِيَّا، من الإسناد لأن عَبَّاسًا الدُّورِيَّ يرويه من طريقه وإِسْرَائِيلُ شيخ أستاذه لا شيخه.
(٣) رواه أحمد في المسند ٦/ ١٧٦ وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنده ١/ ٢٠٢ والبخاري في صحيحه ٨/ ١١٠ ومسلم في صحيحه ١/ ٢٠٠ والسراج الثقفي في حديثه ٣/ ٢٤٤ والترمذي في السنن ٤/ ٦٨٤ وابن ماجه في السنن ٥/ ٣٤٧.